حين دخولها الجامعة كنت أُنهي عملي وأذهب لانتظارها ريثما تنتهي لنعود سويةً ولا تتعرض لمكروه أو يتعرض لها أحد فأنا أخاف عليها كل الخوف وأُدللها كل الدلال ، أخشى أن تمر بها نسمة هواء باردة فتصاب بزكام ، وكل ما أخشاه عليها أن يُصاب قلبها بأذى
فقاطعه الخطيب وقد فهم مقصده ، فأكمل والدها قائلًا :
-لم أُعزز ابنتي لطوال عُمرها ليأتي في النهاية رجل يُؤذي قلبها ويُذرف عينها بالدمع كل ليلة ،
ويكسر خاطرها ويُحرجها ويقسو عليها أمامي ، هذا ونحن بالخطبة فماذا بعد الزواج ؟ .
ابتلع خطيبها ريقه بصعوبة ولم تُسعفه الكلمات للرد أبدًا .
ثم نظر لابنته التي توقعت مايقصده قائلًا :
-اخلعي الدبلة فورًا .
رأى في عينيها نظرة استعطاف ألا يفعل ذلك فقال بكل حزم
أعلم أنها المرة الأولى التي أُرغمك فيها على شيء لكن من لا يعرف قيمتك ويهددك بالرحيل لا يستحقك أبدًا .
أنهى كل شيء في هذه الجلسة وهو يعي تمامًا أن ابنته ستحزن لبعض الوقت لكن تبكي لبعض وقت خيرًا من أن تحزن عمرًا كاملًا مع رجل لا يُقدرها بل وربما يتركها وقتما يحلو له ! . تمت